
اقترب موعد التاسع من كانون الثاني، ولم يعد يفصلنا عنه إلا أيام قليلة، فيما لا يزال الغموض يحيط بهوية الرئيس العتيد ومصير الجلسة التي قد لا تخرج باسم من سيحل مكان الفراغ في قصر بعبدا.
بعيدًا عن الخلافات حول الأسماء، يبقى السؤال الكبير: أي رئيس سيكون للبنان وهو تحت الرقابة وربما السيطرة الإسرائيلية؟
إسرائيل تواصل السيطرة على لبنان، والطائرات الإسرائيلية تحلق فوق الأجواء اللبنانية بشكل مستمر. كيف سيكون موقف الرئيس عندما تبدأ مهامه في ظل هذه الظروف؟ وكيف يمكنه دعم اللبنانيين بينما القوات الإسرائيلية تخرق الاتفاقات وتواصل هجماتها في الجنوب؟
هل يقبل قائد الجيش العماد جوزيف عون أو غيره من المرشحين بتولي المنصب في هذه الظروف؟ كيف يمكن لرئيس أن يتعامل مع إسرائيل بينما يواصل الجيش الإسرائيلي تهديده في الجو وعلى الأرض؟
ورغم الضمانات الأمريكية والأوروبية، لا يمكن للبنانيين أن يثقوا بها بعد التجارب السابقة. وعود كثيرة لم تُنفذ، والعديد من اللبنانيين يشعرون بالإحباط من استمرار الخروقات الإسرائيلية دون أي رد فعل حاسم من المجتمع الدولي.
لذا، قد يكون من الأفضل تأجيل انتخاب الرئيس حتى يتم التوصل إلى حل لمشكلة الغطرسة الإسرائيلية قبل أن يتولى الرئيس الجديد مهامه في قصر بعبدا.

