سلام من القاهرة: شراكتنا مع مصر نموذج للتكامل لا للتنافس

اختُتمت في القاهرة أعمال الدورة العاشرة للجنة العليا اللبنانية – المصرية المشتركة برئاسة رئيس مجلس الوزراء اللبناني الدكتور نواف سلام ونظيره المصري الدكتور مصطفى مدبولي، بمشاركة عدد من الوزراء وكبار المسؤولين من الجانبين، في محطة جديدة من التعاون الثنائي بين البلدين بعد انقطاع دام ست سنوات.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك، أكد سلام أن اللقاء “ليس مجرّد اجتماع بروتوكولي، بل محطة في مسيرة طويلة من التعاون والتكامل”، مشيرًا إلى أنّ ما يجمع لبنان ومصر “أعمق من أي تبدّل سياسي أو ظرف اقتصادي”، ومشدّدًا على أن العلاقة بين البلدين “قائمة على الثقة وتبادل الخبرات ووحدة الرؤية تجاه القضايا العربية المشتركة”.

وأوضح سلام أن الاجتماعات تناولت ملفات تمسّ حياة المواطنين بشكل مباشر، من الطاقة والمياه والزراعة والتعليم العالي إلى الصحة والبيئة والتكنولوجيا الرقمية والتنمية المستدامة، وجرى التوقيع على خمس عشرة اتفاقية ومذكرة تفاهم وبرامج تنفيذية لترجمة التفاهمات إلى مشاريع واقعية.

وأشاد رئيس الحكومة اللبنانية بروح الجدية التي سادت الاجتماعات، معتبرًا أن “العمل العربي الحقيقي هو شراكة لا مجاملة، وإنجاز لا كلام”، مثمّنًا الدور “الريادي الذي تقوم به مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في دعم الاستقرار الإقليمي والدفاع عن القضايا العربية وفي مقدمتها قضية فلسطين”.

كما عبّر سلام عن تقدير لبنان لمواقف القاهرة “الأخوية والداعمة” في أصعب المراحل الاقتصادية والاجتماعية، مؤكدًا أن العلاقات بين البلدين “ليست وليدة اليوم، بل نتاج تاريخ طويل من التواصل الثقافي والفكري والإنساني”، مستعيدًا محطات من التعاون الفكري والفني بين بيروت والقاهرة التي شكّلت معًا “ركيزة النهضة العربية الحديثة”.

من جهته، أكد مدبولي حرص مصر على استمرار التعاون مع لبنان في جميع المجالات، مشيرًا إلى أنه ستتم زيارة رسمية إلى بيروت الشهر المقبل لمتابعة تنفيذ الاتفاقيات الموقعة، فيما بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو مليار دولار حتى عام ٢٠٢٤.

واختُتم المؤتمر بالتأكيد على التزام الجانبين بمواصلة العمل المشترك بما يعزز الشراكة اللبنانية – المصرية، ويفتح آفاقًا جديدة للتكامل الاقتصادي والتنموي بين الشعبين الشقيقين.

زر الذهاب إلى الأعلى