
فجأة، تبدلت المعطيات حول الانسحاب الإسرائيلي من المناطق التي احتلتها في جنوب لبنان. بعد رفض لبنان لتمديد اتفاق وقف الأعمال القتالية، واستمرار الضغط على إسرائيل، يبدو أن الولايات المتحدة قد دخلت بقوة للضغط على تل أبيب لتنفيذ الانسحاب بحلول ١٨ شباط / فبراير.
المتغيرات السياسية الأخيرة في لبنان، أبرزها انتخاب رئيس الجمهورية الجديد، جعلت حزب الله وحركة أمل يتخذان خطوات ميدانية لفرض وجودهما. لكن إذا تحقق الانسحاب الإسرائيلي عبر التفاوض، فإنه سيشكل انتصاراً دبلوماسياً للبنان ويعزز موقف الجيش اللبناني في مواجهة القوى غير الرسمية.
التحركات الأميركية والإسرائيلية تأتي في إطار تقليص نفوذ حزب الله، وفتح المجال للاستراتيجية الدفاعية اللبنانية التي تهدف إلى إنهاء الوجود العسكري لحزب الله. هذه التغيرات قد تُسهم في توجيه لبنان نحو تطبيع علاقاته مع الدول المجاورة، بينما يبقى تأثير إسرائيل في لبنان مستمراً تحت غطاء الدعم الأميركي.

