
انتهت الحرب الإسرائيلية على غزة، التي اندلعت بعد عملية “طوفان الأقصى” في أكتوبر ٢٠٢٣، لتترك خلفها تغييرات عميقة في معادلات المنطقة، وخسائر فادحة على الجانبين، الفلسطيني والإسرائيلي.
هذه الحرب، الأطول والأكثر دموية، لم تكن مجرد مواجهة عسكرية تقليدية، بل كُسرت فيها قواعد الصراع المعتادة. وللمرة الأولى، خاضت إسرائيل حربًا متعددة الجبهات، بينما أثبت الفلسطينيون قدرة غير مسبوقة على المبادرة والهجوم، رغم الثمن الباهظ الذي دفعوه من دمائهم وبيوتهم ومستقبلهم.
على الرغم من إعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة المشهد العالمي، وتحقيق بعض المكاسب الرمزية كإحراج الحكومات الغربية وبدء مسارات قانونية دولية ضد قادة إسرائيليين، إلا أن الواقع بعد الحرب يفرض على حركات المقاومة مراجعة جادة. إعادة تقييم الاستراتيجيات والهياكل أصبحت ضرورة لتجنب الانهيار أمام مخططات مستقبلية قد تكون أكثر خطورة.
بين المكاسب والخسائر، يبقى السؤال: هل ستنجح القوى المقاومة في الاستفادة من الدروس والعِبَر التي أفرزتها الحرب؟ أم أن التحديات التي تواجهها اليوم ستُفقدها الزخم الذي اكتسبته على مدار ٤٧١ يومًا من الصراع؟

