الشرع: أخطأنا في استثمار السياسة اللبنانية

أكد الرئيس السوري أحمد الشرع أنّ استثمار سوريا في الاستقطاب المذهبي والسياسة اللبنانية كان خطأً كبيراً بحق البلدين ولا يجب أن يتكرر، مشدداً على أنّ لبنان عانى طويلاً من سياسات نظامي حافظ وبشار الأسد. وخلال استقباله وفداً إعلامياً عربياً يضم مديري مؤسسات إعلامية ورؤساء تحرير صحف عربية ووزراء إعلام سابقين يوم الأحد ٢٤ آب، اعتبر الشرع أنّ المرحلة المقبلة يجب أن تقوم على علاقة جديدة بين دمشق وبيروت، من دولة إلى دولة، قائمة على المعالجات الاقتصادية والاستقرار والمصلحة المشتركة، لافتاً إلى تطلعه لكتابة تاريخ جديد للعلاقات بين لبنان وسوريا وتحرير الذاكرة من الإرث الماضي، ومؤكداً أنّ سوريا تمثل فرصة كبيرة للبنان الذي عليه الاستفادة من نهضتها وإلا سيتكبّد خسائر.

وشدد الشرع على وحدة سوريا ورفض أي سلاح خارج الدولة وأي شكل من أشكال الانفصال أو سياسة المحاصصة، موضحاً أنّ أي اتفاق مع إسرائيل سيكون على أساس خط وقف إطلاق النار لعام ١٩٧٤، كاشفاً عن وجود بحث متقدّم بشأن اتفاق أمني بين دمشق وتل أبيب. وفي الملف الكردي، أكد أنّ الاتفاق مع قائد قوات سوريا الديمقراطية “قسد” مظلوم عبدي يحظى بدعم داخلي وخارجي ويشكّل أرضية لأي حوار مقبل، مضيفاً أنّه يركز على التكامل الاقتصادي في المنطقة وأنّ أي اتفاق أو قرار يخدم مصلحة سوريا والمنطقة “لن يتردد في اتخاذه”.

وأشار الشرع إلى أنّه تجاوز الخلافات مع حزب الله وتنازل عن الجراح التي سبّبها لسوريا، موضحاً أنّه لم يختر المضي في القتال بعد تحرير دمشق، وقال: “هناك من يصورنا كإرهابيين وتهديد وجودي، وهناك من يريد الاستقواء بسوريا الجديدة لتصفية حسابات مع حزب الله، لكننا لسنا هذا ولا ذاك”.

وفي سياق متصل، كشفت قناة “الجديد” اللبنانية عن اجتماع أمني لبناني – سوري عُقد الأحد برعاية وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان وبحضور الأمير يزيد بن فرحان. وذكرت أنّ رئيس جهاز الاستخبارات السوري حسن السلامة فاجأ مدير المخابرات اللبنانية العميد طوني قهوجي بالقول: “نريد أن نتعلم منك ما يمكن القيام به على طول الحدود للتعاون معاً”، فيما أبدى الجانب اللبناني عتباً على عدم المعاملة بالمثل، إذ زار مسؤولون لبنانيون دمشق بينما لم يقم أي مسؤول سوري بزيارة بيروت. وطالب الوفد اللبناني بضمانات لإبعاد التنظيمات الإرهابية عن الحدود، ليرد السلامة قائلاً: “محاربة داعش اختصاصي”. وأشارت المعلومات إلى أنّ السعودية ستنظم اجتماعاً أمنياً – قضائياً جديداً بين لبنان وسوريا في الأيام المقبلة.

بموازاة ذلك، برز الحراك الأميركي مع وصول المبعوثين توماس باراك ومورغان أورتاغوس إلى إسرائيل تمهيداً لزيارة بيروت، حيث التقيا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بمشاركة السفير الأميركي مايك هاكابي، لبحث قضايا متعلقة بلبنان وسوريا. ونقلت صحيفة “جيروزاليم بوست” أنّ اللقاءات تناولت طلب واشنطن من إسرائيل ضبط ضرباتها في لبنان، إضافة إلى مسار المفاوضات مع دمشق.

زر الذهاب إلى الأعلى