
يُعدّ ارتفاع ضغط الدم من أكثر الأمراض الباطنية شيوعاً في العالم، ويُعرف بـ “القاتل الصامت” لغياب أعراضه لفترات طويلة، ما يجعله خطراً على حياة الملايين. ففي ألمانيا وحدها، يعاني نحو ٣٠ مليون شخص من هذا المرض، بحسب الرابطة الألمانية لارتفاع ضغط الدم.
ويؤدي ارتفاع الضغط إلى مضاعفات صحية خطيرة تشمل النوبات القلبية والسكتات الدماغية والفشل الكلوي، في حين يجهل الكثيرون إصابتهم به.
ما هو ضغط الدم؟
ضغط الدم هو القوة التي يمارسها الدم على جدران الشرايين. ويُقسّم إلى:
- الضغط الانقباضي: الضغط عند ضخ الدم من القلب.
- الضغط الانبساطي: الضغط عند ارتخاء الشرايين وعودة الدم إلى القلب.
ويُشخَّص ارتفاع ضغط الدم عندما تتجاوز القراءة الانقباضية ١٤٠ ملم زئبق أو القراءة الانبساطية ٩٠ ملم زئبق. أما الضغط المثالي فيتمثل بـ ١٢٠/٨٠ ملم زئبق أو أقل.
الدراسات تشير إلى أن نحو ٩٨٪ من المرضى يعانون من اضطراب في القيمة الانقباضية تحديداً، بينما قد يظهر الارتفاع في الحالتين معاً.
أسباب ارتفاع ضغط الدم
تتعدد الأسباب بين عوامل وراثية وأخرى مرتبطة بنمط الحياة:
- التقدم في العمر واضطراب التوازن الحيوي للجسم.
- العوامل الوراثية: إصابة أحد الوالدين تزيد احتمال إصابة الأبناء.
- الجنس: الرجال أكثر عرضة من النساء.
- زيادة الوزن وقلة النشاط البدني.
- التوتر المزمن ومقاومة الأنسولين.
- الإفراط في تناول الكحول أو التدخين.
- النظام الغذائي غير المتوازن (كثرة الملح أو قلة البوتاسيوم).
- أمراض مرافقة: مثل فرط نشاط الغدة الدرقية، الأمراض الروماتيزمية، بعض الالتهابات الفيروسية أو البكتيرية.
الأعراض والتنبيه المبكر
رغم أن المرض قد يبقى صامتاً لسنوات، إلا أن هناك إشارات قد تُنذر بوجوده:
- صداع صباحي في مؤخرة الرأس.
- طنين مستمر في الأذن.
- الدوار والعصبية الزائدة.
- اضطرابات النوم والاستيقاظ المتكرر.
- نزيف الأنف.
- ضيق التنفس عند بذل مجهود.
إهمال هذه الأعراض قد يؤدي إلى مضاعفات قلبية وعصبية خطيرة.
العلاج والوقاية
يؤكد الأطباء أن تعديل نمط الحياة يمثل الخطوة الأساسية في العلاج:
- ممارسة الرياضة بانتظام خاصة تمارين التحمّل.
- اتباع نظام غذائي متوازن غني بالكالسيوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم.
- خفض استهلاك الملح، والتوقف عن التدخين والكحول.
- السيطرة على الوزن والتوتر النفسي.
وفي الحالات المرتبطة بالعوامل الوراثية أو التقدم في العمر، يكون العلاج الدوائي ضرورياً مدى الحياة لتجنب الأزمات القلبية أو السكتات الدماغية.