خلافات داخل القيادة الإسرائيلية تؤجّل الحسم بشأن غزة

انتهى اجتماع “الكابينت” الإسرائيلي، الذي خُصص لمناقشة مستقبل الحرب في قطاع غزة، دون التوصّل إلى أي قرار، وسط خلافات حادّة بين القيادة السياسية والمؤسسة العسكرية، وفق ما نقلته وسائل إعلام عبرية.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للجنائية الدولية، قد صرّح قبل الاجتماع بأن “إسرائيل حققت انتصارات على إيران”، معتبرًا أن الأولوية الآن هي “استعادة الأسرى ثم القضاء على حماس”، بحسب تعبيره.

عُقد الاجتماع في مقر القيادة الجنوبية للجيش، وضم وزراء من المجلس الوزاري المصغّر وكبار قادة الجيش والأجهزة الأمنية. وخلال الاجتماع، أُبلغ الوزراء بعدم إحراز أي تقدّم في ملف استعادة الأسرى.

وتضاربت الآراء بين السياسيين والعسكريين، حيث رفض بعض الوزراء إعلان الجيش أن عملية “عربات جدعون” شارفت على الانتهاء، مؤكدين أن “حماس لم تُهزم بعد”. وفي المقابل، شددت قيادات عسكرية، وعلى رأسها رئيس الأركان، على رفض احتلال غزة بالكامل، مفضّلين صفقة تبادل.

ونقلت قناة “١٣” العبرية عن مصادر عسكرية أن الحرب على غزة بلغت حدودها، بينما لا يزال نتنياهو متمسكًا بمواصلة القتال في حال عدم التوصل إلى صفقة. ومن المقرر عقد اجتماع جديد لـ”الكابينت” اليوم الاثنين الساعة ٥:٠٠ مساءً بتوقيت تل أبيب.

ضغوط من عائلات الأسرى

هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين رحّبت بتصريحات نتنياهو التي اعتبرت إعادة الأسرى أولوية لأول مرة منذ بداية الحرب قبل أكثر من ٢٠ شهرًا. لكنها شددت على ضرورة إنجاز صفقة شاملة لإعادة جميع المحتجزين وعددهم نحو ٥٠، وإنهاء الحرب.

ودعت الهيئة إلى تغليب الاعتبارات الأخلاقية والوطنية على المصالح السياسية، قائلة إن الشعب الإسرائيلي يدرك أن السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة هو التوصل إلى اتفاق شامل.

كما أشارت والدة أحد الأسرى إلى أن “ترامب استطاع قبل سنوات أن يوقف قصفًا على إيران قبل ٣ دقائق من تنفيذه، وعلى نتنياهو أن يتحلّى بالحسم ذاته لإعادة المختطفين”، وفق تعبيرها.

قبيل زيارة الوزير الإسرائيلي رون ديرمر إلى واشنطن، أكّد مسؤول أميركي لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أن الإدارة الأميركية ستمارس ضغطًا على إسرائيل لإنهاء الحرب في غزة.

وفي السياق ذاته، دعا الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عبر منصة “تروث سوشيال” إلى إنجاز صفقة تبادل الأسرى، محذرًا من تأثير ما وصفه بـ”مهزلة محاكمة نتنياهو” على المفاوضات مع حماس وإيران. مع ذلك، نفت مصادر في حزب الليكود وجود نية للتدخل التشريعي لإنهاء محاكمة نتنياهو.

تبادل أسرى مقابل وقف الحرب

تُقدّر تل أبيب وجود ٥٠ أسيرًا إسرائيليًا في غزة، منهم ٢٠ على قيد الحياة، في حين يقبع أكثر من ١٠ آلاف و٤٠٠ أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية، وسط تقارير عن تعرضهم للتعذيب والتجويع والإهمال الطبي، ما أدى إلى وفاة العديد منهم.

من جانبها، أعلنت حركة حماس استعدادها لإتمام صفقة تبادل شاملة تُطلق من خلالها سراح جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل إنهاء الحرب، انسحاب الاحتلال من غزة، والإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين، لكن نتنياهو يصرّ على صفقات جزئية ويضع شروطًا جديدة.

ومنذ ٧ تشرين الأول / أكتوبر ٢٠٢٣، تواصل إسرائيل، بدعم أميركي غير محدود، شن حرب إبادة جماعية ضد سكان قطاع غزة، خلفت أكثر من ١٩٠ ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من ١١ ألف مفقود ومئات آلاف النازحين.

زر الذهاب إلى الأعلى