
في الأيام الأخيرة، ارتفعت وتيرة الحديث عن احتمال اندلاع حرب جديدة بين لبنان وإسرائيل، خصوصاً مع تصعيد الاحتلال في غزة واستئناف عمليات القصف والتهجير. ومع ذلك، فإن الواقع يشير إلى أن الحديث عن حرب شاملة قد يكون مبالغاً فيه، بينما يبقى التهديد بالضربات الجوية الإسرائيلية أمراً متوقعاً ومستمرًا.
إسرائيل، المدعومة أميركياً ودولياً، لم تعد بحاجة إلى اجتياح بري أو احتلال مباشر لتحقيق أهدافها، فهي قادرة على تنفيذ غاراتها الجوية متى أرادت وأينما أرادت داخل الأراضي اللبنانية، دون مواجهة أي عواقب تُذكر. في المقابل، فإن أي حرب فعلية تتطلب طرفين، ولبنان اليوم ليس في موقع يسمح له بخوض مواجهة مفتوحة، خصوصاً في ظل الظروف الإقليمية والدولية المعقدة.
القلق من تصعيد عسكري مفهوم، لكن التهويل بحرب شاملة قد يفاقم حالة الخوف والضغط النفسي لدى اللبنانيين، الذين يعيشون أصلاً في ظل أوضاع اقتصادية وأمنية صعبة. المطلوب اليوم هو التعامل مع الأمور بواقعية، بعيداً عن التهويل أو التطمين الزائف، والتركيز على كيفية حماية لبنان وشعبه من تداعيات أي تصعيد قادم.