
بعد ثلاثة أشهر من سقوط نظام بشار الأسد، ظنّ السوريون أنّهم تجاوزوا “الامتحان الصعب” بسلاسة، مع تشكيل قيادة جديدة وبداية مرحلة انتقالية، لكن سرعان ما عادت الفوضى إلى المشهد، مع تصاعد الاشتباكات وأعمال العنف ذات الطابع الطائفي، خصوصًا في مناطق الساحل السوري. ومع تحميل القيادة الجديدة ما وصفته بـ”فلول الأسد” مسؤولية الفتنة، إلا أن التقارير الحقوقية تتحدث عن تجاوزات خطيرة من قبل عناصر محسوبين عليها، مما أثار قلقًا واسعًا حول مستقبل البلاد.
ورغم محاولات احتواء الوضع عبر تشكيل لجان للتحقيق والسلم الأهلي، إلا أن المخاوف تتزايد من دخول سوريا في نفق جديد من الحرب الطائفية، وسط تهديدات إقليمية، خاصة مع تلويح إسرائيل بالتدخل في حال “المساس بالدروز”. وفي ظل الانعكاسات المحتملة على المنطقة، يبقى لبنان الأكثر عرضة للتأثر، كما كان الحال بعد ٢٠١١، حيث امتدت نيران الحرب السورية إليه عبر التفجيرات والتوترات الأمنية.
فهل تكون هذه الأحداث بدايةً لمرحلة أشد خطورة من الحرب السورية، أم تنجح القيادة الجديدة في ضبط الأمور قبل فوات الأوان؟