سوريا بين الفوضى والصراع بعد سقوط النظام الأسدي

بعد سقوط نظام بشار الأسد، اعتُبر التحذير من الفوضى والاقتتال الطائفي دفاعاً عنه وهجوماً على هيئة تحرير الشام التي تولت الحكم في دمشق. لكن مع مرور الوقت، بدأت الصورة تتكشف، خاصة مع أحداث الساحل الأخيرة، حيث تداخلت الاشتباكات العسكرية مع المجازر الوحشية التي طالت المدنيين.

المصادر السورية تشير إلى أن صعود هيئة تحرير الشام أثار تساؤلات حول مصير التنظيمات المسلحة، وأبرزها “داعش”، الذي لم يختفِ تماماً، بل عاد بفكره وممارساته الدموية. الأحداث الأخيرة أظهرت أن العديد من المجازر ارتُكبت على أيدي مقاتلين يحملون فكراً داعشياً، بعضهم كان ضمن قوات الأمن التابعة للهيئة، ما أدى إلى تصاعد الفوضى في سوريا.

لم تقتصر الجرائم على العلويين، بل استهدفت مختلف السوريين، بمن فيهم ثوار سابقون وأفراد من أهل السنّة الذين رفضوا الفكر المتطرف. ومع ذلك، لم يكن تعاطي هيئة تحرير الشام مع الأزمة على مستوى التطلعات، إذ يعتقد البعض أنها غير قادرة على السيطرة، بينما يرى آخرون أنها باتت مجرد عصابة سياسية تحاول البقاء في السلطة بأي ثمن.

اليوم، أمام هيئة تحرير الشام فرصة لاستعادة السيطرة عبر محاسبة المجرمين وحل التنظيمات المسلحة، وإلا فإن سوريا ستشهد موجات جديدة من العنف والانقسام، ما قد ينعكس سلباً على لبنان أمنياً واقتصادياً.

زر الذهاب إلى الأعلى