التوترات على الحدود السورية اللبنانية: دعوة للتنسيق والاستقرار

تسلط الاشتباكات الأخيرة على الحدود السورية اللبنانية الضوء على تصاعد التوترات الناجمة عن تصرفات قوات أحمد الشرع (المعروف سابقًا باسم أبو محمد الجولاني). ورغم محاولاته للحصول على الشرعية الدولية، فإن نهجه الداخلي لم يتغير، حيث استمر في استهداف مجموعات مختلفة داخل سوريا، والآن تمدد عدوانه إلى لبنان. هذه التصرفات، تحت ذريعة مكافحة شبكات التهريب، قد تؤدي إلى تصعيد أكبر يهدد استقرار المنطقة.

حكومة لبنان أظهرت استجابة إيجابية من خلال بدء محادثات مع سوريا، بما في ذلك الاتصال الهاتفي الأخير من رئيس الجمهورية جوزاف عون إلى الجولاني، بهدف خفض التصعيد وضمان سلامة المدنيين. لكن الرد من قوات الجولاني كان بتكثيف الاعتداءات، حتى بعد الاتفاقات مع العشائر اللبنانية المحلية على تهدئة الأوضاع.

الجيش اللبناني، بناءً على توجيه الرئيس عون، رد بحزم على مصادر النيران التي تنطلق من سوريا باتجاه الأراضي اللبنانية. الرسالة واضحة: لبنان لن يتسامح مع المزيد من العدوان.

السؤال الآن هو ما إذا كان الجولاني سيلبي دعوة لبنان للتعاون أم سيستمر في نهجه التصعيدي، مما يهدد بمزيد من عدم الاستقرار. بالنسبة للبنان، يبقى الجيش موحدًا مع شعبه في الدفاع عن حدوده، وأي عدوان مستمر لن يؤدي إلا إلى تعميق الهوة بين سوريا ولبنان.

الوقت الآن لدعم الدبلوماسية والتنسيق—وأي نهج آخر سيطيل دورة العنف.

زر الذهاب إلى الأعلى