سوريا “الساحة”: هل تنجح أميركا في “دوزنة” صراعات الحلفاء؟

على الرغم من الصورة “الإيجابية” التي تسعى الإدارة الجديدة في سوريا إلى تقديمها خارجيًا، إلا أن الوضع الداخلي يشهد تطورات معقدة، خصوصًا على صعيد العلاقة بين المكونات المختلفة. تترافق هذه التطورات مع سلسلة إجراءات أثارت تساؤلات عديدة، وخلقت بيئة محتملة لمزيد من التعقيد، ما يجعلها جزءًا من صراعات أوسع بين القوى الخارجية المؤثرة.

اللاعبون الرئيسيون:

تشير مصادر متابعة إلى أن الوضع في سوريا بات محورًا حاسمًا لتحديد مسار المنطقة بأكملها. وبحسب هذه المصادر، فإن اللاعبين الرئيسيين على الساحة السورية حاليًا هم تركيا، إسرائيل، وأميركا، مع تراجع أدوار إيران وروسيا.

  • تركيا: تعتبر الأكثر تأثيرًا لكنها تواجه تحديات كبيرة، أبرزها التعامل مع “قوات سوريا الديمقراطية” المدعومة أميركيًا، والتي تشكل عامل قلق لأنقرة.
  • إسرائيل: تل أبيب من أكبر المستفيدين من إخراج إيران من سوريا، لكنها تسعى لتعزيز مكاسبها عبر خطوات عسكرية مثل الضربات الجوية والتوغلات البرية، مع التركيز على حماية الأقليات.
  • أميركا: تسعى واشنطن لإعادة ترتيب التوازنات، خصوصًا عبر تحالفاتها مع تركيا وإسرائيل، مع الإبقاء على قنوات الاتصال مع القيادة الجديدة في سوريا.

التحديات الداخلية والخارجية:

في الداخل، تواجه القيادة السورية الجديدة صعوبات في ترسيخ سلطتها، مع تركيزها على الحصول على الشرعية الخارجية. أما خارجيًا، فتتصارع الأطراف الإقليمية والدولية لرسم خريطة النفوذ.

  • الدور العربي: الانفتاح العربي الأخير على القيادة السورية يعكس رغبة في الحفاظ على مصالح إقليمية، لا سيما في ظل المخاوف من تعزيز النفوذ التركي.
  • روسيا: بعدما كانت لاعبًا أساسيًا، أصبحت في موقف دفاعي تسعى فيه للحفاظ على وجودها العسكري.

واشنطن ورعاية التوازنات:

ترى المصادر أن قدرة أميركا على “دوزنة” التوازنات بين حلفائها ستكون العامل الحاسم. فالولايات المتحدة تمتلك علاقات قوية مع الجانبين التركي والإسرائيلي، وهي الأقدر على التوفيق بين مصالح الطرفين مع مراعاة بعض المطالب العربية.

خاتمة:

الوضع في سوريا معقد للغاية، حيث تحتاج الإدارة الجديدة إلى التعامل بحذر مع التحديات الداخلية والخارجية. نجاح أميركا في تحقيق توازن مستدام بين حلفائها قد يساهم في تخفيف التوترات، لكنه يتطلب تضحيات من كافة الأطراف. أما بالنسبة للقيادة السورية، فإن التصرفات غير المدروسة قد تفقدها السيطرة على المشهد الداخلي، ما يعمّق من الأزمات بدلاً من حلّها.

زر الذهاب إلى الأعلى