
لفت الأنظار تصريح السفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي خلال مشاركته في مؤتمر “جيروزاليم بوست”، حين قال إن “إسرائيل ليست مجرد حليف، بل الشريك الحقيقي الوحيد للولايات المتحدة”. كلامه لم يقتصر على مجاملة دبلوماسية، بل حمل دلالات سياسية وتاريخية عميقة تثير التساؤل حول موقع واشنطن: هل ما زالت وسيطاً أم أصبحت طرفاً ملتحماً في المشروع الإسرائيلي؟
هاكابي لم يكتفِ بالدفاع عن إسرائيل، بل تبنّى خطابها بالكامل: وصف الضفة الغربية بـ”يهودا والسامرة”، واعتبر القدس “العاصمة الأبدية غير القابلة للتقسيم”، متجاهلاً القرارات الدولية التي تصف القدس الشرقية بالأرض المحتلة منذ عام ١٩٦٧. الأخطر أن مثل هذا الخطاب يغلق الباب أمام أي عملية سلام، ويجعل واشنطن طرفاً في مشروع استيطاني لا يعترف بوجود الفلسطينيين.
الأدهى أنه أعاد التمسك باتفاق أوسلو كذريعة لمنع الاعتراف بالدولة الفلسطينية، في وقتٍ لم تلتزم فيه تل أبيب نفسها ببنود الاتفاق، بل ضاعفت الاستيطان ووسعت سيطرتها العسكرية على الأراضي المصنفة (ج). وهنا يبرز السؤال: هل “أوسلو” وُجد ليُطبق على الفلسطينيين فقط؟
في المحصلة، تصريحات هاكابي ليست زلّة لسان، بل انعكاس لسياسة أميركية باتت تسير خلف إسرائيل دون قيد أو شرط، فيما العرب يكتفون بالصمت، رغم أن جزءاً من الدعم الذي يمكّن واشنطن من هذا الموقف يأتي من أموالهم وصفقاتهم واستثماراتهم.