من غزة إلى الخليج: إسرائيل توسّع دائرة الحرب بلا قيود

تركّزت الأنظار مؤخرًا على مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، لكنّ المشهد تبدّل مع وقوع عدوان إسرائيلي على الدوحة استهدف قيادات من حركة حماس. هذا الهجوم اعتُبر خرقًا غير مسبوق للخطوط الحمر، ودخولًا في مرحلة جديدة عنوانها التحرّر من القيود.

العدوان لم يكن حدثًا معزولًا، بل جاء بعد استهداف سفينة في تونس، ما يكرّس مسارًا واضحًا تتحرك فيه إسرائيل عبر العواصم والموانئ لتأكيد هيمنتها الإقليمية. الرسالة واضحة: لا أماكن محظورة بعد اليوم، ولا دولة فوق الاستهداف.

في المقابل، برز موقف أميركي متمايز، إذ أبدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب امتعاضه من العملية، معتبرًا أنّ نتنياهو تصرّف من دون تنسيق مع واشنطن، ما فتح الباب أمام تساؤلات حول حدود القدرة الأميركية على ضبط إسرائيل، أو احتمال أن يكون الأمر مجرّد توزيع أدوار.

على الجانب القطري، وصف رئيس الوزراء الهجوم بأنّه “إرهاب دولة”، مؤكدًا احتفاظ بلاده بحق الرد، وهو ما يعكس غضبًا عميقًا من محاولة تقويض دور الوساطة الذي طالما لعبته قطر في ملفات غزة والأسرى والدعم الإنساني.

هذا الاعتداء يثير مخاوف من توسّع دائرة الحرب إلى الخليج وربما شمال أفريقيا، خصوصًا أنّه يكشف هشاشة المعادلات الإقليمية، ويدفع إلى إعادة رسم دور الدوحة في المفاوضات. فشل إسرائيل في اغتيال قيادات حماس زاد من حدة الانتقادات الدولية، ومنح المقاومة ورقة معنوية جديدة.

خلاصة الأمر أنّ العدوان على قطر ليس عملية عسكرية عابرة، بل منعطف سياسي واستراتيجي خطير، يكرّس معادلة إقليمية جديدة عنوانها: إسرائيل بلا قيود، والشرق الأوسط على فوهة انفجار شامل.

زر الذهاب إلى الأعلى