غزة تحت النار: تصعيد إسرائيلي ومخاوف من كارثة إنسانية

شهدت مدينة غزة نهاية الأسبوع تصعيداً خطيراً، بعدما دمّر الجيش الإسرائيلي برجين سكنيين وألقى آلاف المناشير فوق الأحياء الغربية داعياً السكان إلى مغادرتها نحو منطقة المواصي جنوباً، في وقت يؤكد استعداده لتنفيذ هجوم بري واسع على المدينة المكتظة بنحو ١٠٠٠٠٠٠ نازح وفق تقديرات الأمم المتحدة. وقد أعلن الدفاع المدني عن مقتل ٥٦ شخصاً يوم السبت، بينهم ١٩ قرب مركز لتوزيع المساعدات في شمال القطاع، فيما ارتفعت حصيلة الضحايا منذ بداية الحرب إلى أكثر من ٦٤٣٦٨ شهيداً، معظمهم من المدنيين، بحسب وزارة الصحة في غزة.

الجيش الإسرائيلي برّر استهداف الأبراج السكنية بالحديث عن “بنى تحتية إرهابية” واتهام حركة حماس باستخدامها، بينما اعتبرت الأخيرة أن ما يجري هو “جريمة نزوح قسري” بحق الشعب الفلسطيني. في المقابل، حذرت الأمم المتحدة من وقوع كارثة إنسانية في ظل انعدام المياه والخدمات الأساسية في منطقة المواصي التي كان يُفترض أن تكون ملاذاً آمناً، لكنها تحولت إلى مكان يفتقر لأبسط مقومات الحياة ويشهد سقوط أكبر عدد من الضحايا يومياً.

على الصعيد الدولي، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن بلاده منخرطة في مفاوضات معمقة جداً مع حماس، فيما زار القائد الجديد للقيادة المركزية الأميركية الأميرال براد كوبر إسرائيل في أول جولة له منذ توليه منصبه. كما وجه “منتدى عائلات الرهائن” شكره لترامب والمبعوث الأميركي الخاص ستيفن ويتكوف على عزمهما دفع المفاوضات قدماً، داعياً الحكومة الإسرائيلية لإظهار التصميم نفسه من أجل استعادة الرهائن وإنهاء الحرب. وفي تل أبيب، خرجت تظاهرات كالعادة مساء السبت للمطالبة بوقف الحرب للإفراج عن الرهائن وإنقاذ الجنود.

بين القصف المتواصل، النزوح القسري، والمفاوضات الدولية التي تُدار كـ”صفقة عقارية”، يبقى مصير الغزيين معلقاً، فيما يتساءل الجميع: هل بمقدورهم الصمود أمام هذه الكارثة المتصاعدة؟

زر الذهاب إلى الأعلى