مصير قوات اليونيفيل بين مؤامرات الخارج واحتكاكات الداخل

في ظلّ التصعيد الميداني جنوبًا، خرج رئيس مجلس النواب نبيه برّي ليؤكّد دعمه لقوات “اليونيفيل”، “ظالمة كانت أم مظلومة”، محذّرًا من أيّ احتكاك معها قد يُستغل دوليًا لتعديل صلاحياتها أو إنهاء وجودها في لبنان، في إشارة مباشرة إلى نوايا إسرائيل التي تسعى لسحب هذه القوات من الجنوب.

تصريح برّي جاء متوازيًا مع تسريبات إعلامية إسرائيلية تحدثت عن توجّه أميركي–إسرائيلي لعدم التجديد لقوات الطوارئ، مع اقتراب نهاية ولايتها في شهر آب، وهو ما يثير تساؤلات جدية حول مصيرها.

رغم أن الاعتداءات على “اليونيفيل” لم تتوقف، فإن موقف برّي ومعه مسؤولون آخرون – منهم رئيس الجمهورية جوزاف عون – يشير إلى أن هناك مؤامرة أوسع تُحاك، ليس فقط ضد القوات الدولية، بل ضد الجنوب بأكمله، مع الخشية من فرض وصاية إسرائيلية بشكل مباشر أو عبر لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية.

في المقابل، يبقى الموقف الرسمي اللبناني متمسكًا بوجود “اليونيفيل”، ويستعد لتقديم رسالة جديدة إلى مجلس الأمن لطلب التمديد لها، مدعومًا بموقف فرنسي واضح. لكن القلق يبقى من “فيتو أميركي” محتمل، قد يستند إلى الهجمات المتكرّرة على هذه القوات من قبل بعض الجهات، ما قد يسهّل تمرير سيناريو الإنهاء أو التعديل.

يبقى السؤال الجوهري: هل تخدم بعض الممارسات في الجنوب، ولو عن غير قصد، المشروع الإسرائيلي بإبعاد “اليونيفيل” وخلق واقع جديد في الجنوب؟

زر الذهاب إلى الأعلى