كارني رئيس وزراء كندا المقبل بعد فوزه بقيادة الحزب الليبرالي

مارك كارني هو الزعيم الجديد للحزب الليبرالي في كندا، حيث فاز بالانتخابات الداخلية للحزب بأغلبية ساحقة بلغت ‎٨٥.٩٪ من الأصوات في الجولة الأولى، ليصبح رئيس الوزراء الرابع والعشرين للبلاد خلال الأيام المقبلة.

يأتي فوز كارني بعد استقالة جاستن ترودو من منصب رئيس الوزراء في وقت سابق من هذا العام، متفوقًا على نائبة رئيس الوزراء ووزيرة المالية السابقة كريستيا فريلاند، التي حصلت على ‎٨٪ من الأصوات، تليها الوزيرة السابقة كارينا غولد ورجل الأعمال والنائب الليبرالي السابق فرانك بايليس، وكلاهما حصل على نحو ‎٣٪ من الأصوات.

مواجهة ترامب وبويليفر

شارك في الانتخابات الداخلية ‎١٥١٬٨٩٩ عضوًا، صوّت ‎١٣١٬٦٧٤ منهم لصالح كارني، الذي وعد بقيادة البلاد خلال التحديات المقبلة، بما في ذلك الحرب التجارية المتقلبة مع الولايات المتحدة. كما أكد استعداده لمواجهة زعيم حزب المحافظين بيير بويليفر والرئيس الأميركي دونالد ترامب، مشددًا على ضرورة توحيد الكنديين لمواجهة التحديات المقبلة.

في خطابه بعد الفوز، قال كارني: “الكنديون يدركون أن التهديدات الجديدة تتطلب أفكارًا جديدة وخطة جديدة… يريدون قيادة إيجابية تنهي الانقسامات وتساعدنا على البناء معًا.” كما أكد تمسكه بالرسوم الجمركية الكندية حتى “يحترمنا الأميركيون”، مشددًا على أن كندا لم تختر هذه المواجهة لكنها مستعدة لها.

ترودو: “فخور بإنجازاتنا”

قبيل إعلان النتائج، خاطب جاستن ترودو الحشد في آخر ظهور له كزعيم للحزب الليبرالي، معبرًا عن فخره بما حققه خلال ١٢ عامًا من قيادته للحزب. وقال: “أنا فخور جدًا بما أنجزناه. في كل أزمة، أظهر الكنديون روحهم الحقيقية، حيث اجتمعنا ووقفنا معًا، وخرجنا أقوى في كل مرة.”

وأشاد رئيس الوزراء الليبرالي الأسبق جان كريتيان بترودو، مؤكدًا أن كندا لا تزال “أفضل بلد في العالم”، مستشهدًا بأدنى مستوى للدين العام للفرد بين دول مجموعة السبع.

الطريق إلى رئاسة الوزراء

على الرغم من انتخابه زعيمًا للحزب الليبرالي، لم يصبح كارني رسميًا رئيس الوزراء بعد، حيث ينتظر أن يزور جاستن ترودو الحاكمة العامة ماري سيمون لتقديم استقالته رسميًا، ما يفسح المجال لكارني ليؤدي اليمين الدستورية كرئيس للوزراء.

من المتوقع أن يتم ذلك خلال الأيام القليلة المقبلة، على أن يعلن كارني عن تشكيلته الوزارية الجديدة، والتي قد تكشف عن توجهاته السياسية للفترة المقبلة.

احتمال الدعوة إلى انتخابات مبكرة

مع تصاعد المشاعر الوطنية في كندا، يترقب المحللون ما إذا كان كارني سيدعو إلى انتخابات عامة مبكرة، خاصة أن استطلاعات الرأي تشير إلى منافسة متقاربة بين الليبراليين والمحافظين.

إذا قرر عدم الدعوة لانتخابات مبكرة، فقد يختار إعادة فتح البرلمان في ‎٢٤ آذار، لكنه سيواجه تحديات كبيرة، خاصة أنه لا يشغل حاليًا مقعدًا في مجلس العموم. ومن المحتمل أن تتسبب الأحزاب المعارضة في تصويت بحجب الثقة، مما قد يؤدي إلى انتخابات عامة في الربيع.

من هو مارك كارني؟

وُلد كارني في الأقاليم الشمالية الغربية، وانتقل إلى مدينة إدمونتون في سن السادسة. حصل على شهادة في الاقتصاد من جامعة هارفارد، ثم تابع دراساته العليا في جامعة أوكسفورد.

قبل دخوله عالم السياسة، شغل مناصب مالية بارزة، حيث كان نائبًا لرئيس بنك كندا، قبل أن يصبح أصغر محافظ للبنك المركزي في تاريخ البلاد. لاحقًا، عُين محافظًا لبنك إنجلترا، ليكون أول أجنبي يشغل هذا المنصب في تاريخه الممتد لأكثر من ‎٣٠٠ عام.

في عام ‎٢٠٢٠، استعان به ترودو كمستشار غير رسمي خلال أزمة جائحة كورونا، وفي نيسان ‎٢٠٢١، أعلن رسميًا انضمامه إلى الحزب الليبرالي، مما زاد التكهنات حول طموحاته السياسية. وبعد استقالة ترودو، حسم كارني أمره وأعلن ترشحه لقيادة الحزب، ليحقق انتصارًا ساحقًا ويمهد الطريق ليصبح رئيس الوزراء الجديد لكندا.

زر الذهاب إلى الأعلى