منذ عودته إلى البيت الأبيض، يبدو أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عازم على تصفية الحسابات مع خصومه داخل ما يُعرف بـ”الدولة العميقة”، تلك الشبكات السياسية والاقتصادية التي يعتبرها السبب الرئيسي في عرقلة سياساته خلال ولايته الأولى وإقصائه عن السلطة عام ٢٠٢٠.
اليوم، يسعى ترامب إلى إعادة ترتيب الأولويات داخل إدارته، واتخذ منذ البداية قرارات مثيرة للجدل، من بينها إيقاف المساعدات الخارجية التي كانت تتلقاها جهات وجمعيات حول العالم. هذا القرار، وفق متابعين، لا يرتبط فقط بسياسة تقليص الإنفاق الحكومي، بل يأتي ضمن استراتيجية تهدف إلى إضعاف نفوذ الدولة العميقة داخل الولايات المتحدة نفسها، حيث يعتقد ترامب أن هذه الجهات استخدمت التمويل الحكومي لتنفيذ أجندات تتعارض مع سياساته المحافظة.
بحسب مصادر مطلعة، فإن ترامب يدرك أن معركته ليست سهلة، فهذه المنظومة تمتلك نفوذاً واسعاً داخل المؤسسات الأميركية، بدءاً من الوكالات الفيدرالية وصولاً إلى مراكز القرار السياسي والمالي. لكن، على الرغم من الصعوبات، يبدو مصمماً هذه المرة على مواجهة خصومه بشكل مباشر، مستفيداً من دعم قاعدة شعبية لا تزال تؤمن بقدرته على إحداث تغيير جذري في النظام السياسي الأميركي.
فهل سينجح ترامب في كسر نفوذ الدولة العميقة وتحقيق رؤيته، أم أن هذه الجهات ستتمكن مرة أخرى من تقويض سلطته وإفشال مشروعه؟

