شنَّ وزير الشتات الإسرائيلي ومكافحة معاداة السامية، اليميني أميخاي شيكلي، هجومًا حادًا يوم الأربعاء على رئيس بلدية نيويورك المنتخب زهران مامداني، واصفًا إياه بأنه “مؤيد لحركة حماس”، وداعيًا يهود المدينة إلى التفكير بالهجرة إلى إسرائيل عقب فوزه بالمنصب.
وكتب شيكلي على منصة “إكس” (تويتر سابقًا):
المدينة التي كانت يومًا رمزًا عالميًا للحرية، سلّمت مفاتيحها اليوم إلى مؤيد لحماس. وأضاف: “آراء مامداني لا تختلف كثيرًا عن أولئك المتطرفين الجهاديين الذين قتلوا قبل 25 عامًا ثلاثة آلاف من أبناء مدينتهم”، في إشارة إلى هجمات 11 أيلول 2001 التي نفذتها القاعدة ضد نيويورك وواشنطن.
ومن المقرر أن يتولى مامداني، البالغ من العمر 34 عامًا، منصبه في كانون الثاني 2026، ليصبح أول مسلم يتولى رئاسة بلدية نيويورك في تاريخها. وقد تعهّد في حملته الانتخابية بإطلاق أجندة شاملة لجعل المدينة أكثر قدرة على تحمّل تكاليف المعيشة.
موقفه من إسرائيل يثير الجدل
يُعرف مامداني بدعمه الدائم للقضية الفلسطينية، وقد وصف إسرائيل بـ”نظام الفصل العنصري”، وأطلق على الحرب في غزة اسم “إبادة جماعية”، ما أثار غضب بعض الأوساط داخل الجالية اليهودية في المدينة.
وفي الأشهر الأخيرة، عبّر مامداني علنًا عن إدانته لمعاداة السامية، كما تحدّث عن الإسلاموفوبيا التي يتعرض لها بصفته مسلمًا وذا أصول غير بيضاء.
وقال شيكلي في منشور آخر:
نيويورك لن تعود كما كانت، وخاصة بالنسبة لجاليتها اليهودية. المدينة تسير مفتوحة العينين نحو الهاوية، تمامًا كما حدث في لندن.
وختم بالقول: “أدعو يهود نيويورك إلى التفكير الجدي في جعل أرض إسرائيل وطنهم الجديد.”
فوز رغم الحملة المضادة
جاء فوز مامداني الساحق رغم هجمات سياسية وإعلامية شرسة تعرّض لها، شملت تشكيكًا في سياساته وهويته الدينية. وقد تلقى هجومًا مباشرًا من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الذي وصفه في منشور على منصته بـ”كارِه اليهود”، قبل ساعات فقط من فتح صناديق الاقتراع.
ورغم هذه الحملة، حقق مامداني فوزًا واضحًا، مؤكّدًا أن خطابه التقدمي وأجندته الاجتماعية حظيا بتأييد واسع بين سكان نيويورك، لا سيما في أوساط الشباب وطبقة العاملين.

