
أكد شيخ العقل أنّه “سواء كان الوطن كبيراً أو صغيراً، فإننا نتمسك بروح الدين الطيبة، لكن مع مرتكزات وثوابت الدولة التي يجب أن تستمد روحيتها من القيم الدينية، لا أن يكون الدين مسيطراً على الدولة أو سبباً للتحدي والانقسام”. وشدّد على أنّ “روح الدين وما يحمله من قيم إنسانية وأخلاقية هو مسار مجتمعي عام، لكنه ليس الدولة بحد ذاتها، وعندما تتوافر هذه القيم نلتقي جميعاً على المساحة المشتركة”.
وأضاف أنّ “وثيقة الأخوّة الإنسانية ركّزت على الحوار، والحوار يعني البحث عن المساحات المشتركة وتوسيعها، لا محاولة استقطاب الآخر إلى معتقدي أو منطقتي. المطلوب أن نكون جميعاً في المنطقة الوسطى التي تضمّ القيم الإنسانية والأخلاقية والاجتماعية والوطنية، وتشمل قضايا البيئة والأرض والتحديات الكبرى التي تواجه المجتمعات مثل الانحراف، والإلحاد، وتدمير البيئة والإنسان. وهذه كلها عناصر تفرض مواجهة مشتركة، وهو ما شددت عليه الوثيقة من خلال الحوار والتلاقي حول هذه المشتركات. أما الدين، فليس هو الغاية بل الوسيلة الفضلى لتحقيقها، والغاية هي الإنسان نفسه وصون إنسانيته بعيداً عن التطرف والتعصب والانغلاق”.
وختم شيخ العقل بتوجيه الشكر لكل من ساهم في إنجاح الندوة، مستذكراً أبياتاً من قصيدة ألقاها في يوم التضامن الروحي بتاريخ ١٣ كانون الأول ٢٠١٤، جاء فيها:
“قُمْ ناجِ ربَّك، عاندْ مَن يُعاندُه، وصارعِ الشرَّ واصرعْ مَن يُساندُهُ،
مَن قال إنّ سلاحَ الدِّينِ قُنبُلةٌ أو حدُّ سيفٍ، رعايانا طرائدُهُ،
… الدينُ غايتُه الإنسانُ، جوهرُه الإنسانُ، والعَرَضُ الفاني زوائدُهُ”.
وفي ختام الحفل، شكرت ضياء أبي المنى، عضو تجمّع الجمعيات النسائية في الجبل، الحضور، ودعتهم إلى افتتاح البوفيه بالمناسبة.

