عيد مار شربل في بقاعكفرا: احتفالات روحية ويوبيل مئوي لكنيسة السيدة

أشار المكتب الإعلامي لرعيّة بقاعكفرا، إلى أنّ “بلدة بقاعكفرا احتفلت بعيد مولد ابنها مار شربل، قديس لبنان والعالم، حيث أُقيمت القداديس والزيّاحات على مدى تسعة أيّام، لتُختتم بقداس احتفالي ترأسه راعي أبرشية دير الأحمر وبعلبك للموارنة المطران حنا رحمة، وشاركه فيه المونسينيور جورج قزي، كاهن الرعية الخوري ميلاد مخلوف، الخوري غطاس الخوري مخلوف، وعدد من الكهنة والرهبان، بمشاركة جوقة رعية بقاعكفرا التي خدمت القداس”.

وفي عظته، لفت المطران رحمة إلى أنّ “بقاعكفرا تغص بالناس كما كل سنة بخاصة في هذا العيد. غريبة قصة مار شربل، ولكن من يتعمّق بالإنجيل يدرك معنى قول يسوع: يسطع الأبرار كالشمس في ملكوت أبيهم. مار شربل عرف أن يرث هذا الملكوت بعد أن استقى من ثلاثة ينابيع”.

وأوضح أنّ “الينبوع الأول هو بقاعكفرا، حيث عاش مار شربل ٢٣ سنة من النقاء والصدق مع ربه، بمغارة الجرد شاهدةً على صلواته. أما الينبوع الثاني، فهو الحياة الرهبانية التي قضاها ٢٤ سنة في دير مار مارون عنايا، ضمن الرهبانية اللبنانية المارونية، وكان فيها مثال الراهب الأصيل. وقد أقنع السلطة الكنسية بالانتقال إلى المحبسة بعد أن أضاء سراجه بالماء”.

وأشار إلى أنّ “الينبوع الثالث هو الاتحاد بالرب من خلال الأسرار المقدسة، لا سيما سر التجسد والفداء والإنجيل، ما جعل مار شربل واحدًا مع الله حتى قبل أن ينتقل إلى السماء. لقد عاش في انسجام مع الطبيعة، متخاطبًا مع الكون، في انعكاس لحقيقة طهارته وعمق اتحاده بالرب”.

وأكد أنّ “عيد مولد مار شربل هو عيد للقداسة، فلبنان هو بالفعل مصنع قديسين، كثيرون منهم لم يُرفعوا بعد على مذبح الرب، لكنهم يسطعون في الملكوت. مار شربل، ابن بقاعكفرا، انتشر في العالم بمعجزاته، ليظهر صورة الله الحقيقية”.

كما أشار إلى أنّ “العيد تزامن أيضًا مع عيد مار يوحنا الرسول، شفيع الحب الإلهي، الذي كتب أعظم تجسيد لكلمة الله. ومار شربل لم يتردد يومًا في دعوته، وقد كان مستقيمًا ومتمسكًا بقوانين الرهبنة، حتى أنه لم يقابل أمه ليس عن قسوة بل طاعة لرهبانيته، فكافأه الرب بتكريم عالمي”.

وشكر المطران رحمة الرب على “وجود مار شربل الذي يثبتنا في إيماننا، كونه مثلاً حياً أمامنا، من بيته وديره ومغارته وأهله الذين يشبهونه. مار شربل قريب من الجميع، ونصلي أن يبارك الرب لبنان ويعيد إليه الحياة بشفاعة قديسه”.

وفي ختام القداس، أطلق الخوري مخلوف يوبيل المئوي على تشييد كنيسة السيدة الرعائية، مشيرًا إلى تزامن بناء الكنيسة مع العمل على ملف تطويب القديس شربل.

وقد شارك في القداس عدد من الشخصيات، أبرزهم: رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وعقيلته النائب ستريدا جعجع ممثلين بالنائب السابق جوزيف اسحق، رئيس اتحاد بلديات قضاء بشري إيلي مخلوف وعقيلته، العميد بطرس جبرائيل وعقيلته، رئيسة وأعضاء أخويات مار شربل في لبنان السيدة أنطوانيت نمور، رئيسة أخوية مار شربل بقاعكفرا السيدة أنطوانيت خوري، إلى جانب مسؤولين عن جمعيات وأخويات، وحشد كبير من المؤمنين الذين توافدوا من مختلف المناطق اللبنانية للمشاركة في هذا العيد الروحي المميّز.

زر الذهاب إلى الأعلى