
في الثامن من أيار من كل عام يحتفل العالم بـيوم الحمار العالمي، وهو مناسبة دولية تهدف إلى الاعتراف بالدور الحيوي الذي تضطلع به الحمير في حياة البشر ودعم رعايتها ورفاهيتها. ويوافق يوم الحمار العالمي هذا العام الخميس الثامن من أيار ٢٠٢٥. وقد أشارت جمعية «سبانا» البريطانية المعنية برعاية الحمير إلى أن احتفال ٢٠٢٥ يسلط الضوء على الدور الحيوي لملايين الحمير، مؤكدة أنها تُعدّ مصدر عيش رئيسيًا للعديد من الفئات الريفية، إذ تقوم بنقل السلع ومساعدة المزارعين في أعمال الزراعة والنقل وغيرها من المهام الضرورية للحياة اليومية.
وفي هذا السياق، يُذكر أن حوالي ٥٠ مليون حمار في أنحاء العالم تُستخدم في الأعمال الزراعية والنقل، وقد قدمت «سبانا» وحدها في عام ٢٠٢٤ خدمات طبية عاجلة لما يزيد على ٢٦٣ ألف حمار عاملا لعاملة حول العالم
خلفية التأسيس
تعود فكرة يوم الحمار العالمي إلى مبادرة علمية باكستانية. فقد أطلقها خبير الماشية الدكتور عبد الرازق كاكار (المعروف اختصارًا “آرك رازيق”) بهدف لفت الانتباه إلى إسهامات الحمير في الحضارة وضرورة حمايتها. وتختلف المصادر حول تاريخ البداية الدقيق؛ إذ تشير مواقع رسمية إلى أن الدكتور عبد الرازق كاكار أسس اليوم العالمي للحمار عام ٢٠١٠، فيما تذكر مصادر إعلامية شعبية أنه تم الإعلان عنه رسميًا ودولياً عام ٢٠١٨ كحدث سنوي. ووفقاً لهذه الروايات، فقد أدرك كاكار – وهو عالم متخصص في حيوانات المناطق الصحراوية – أن جهود الحمير الدؤوبة في بناء المجتمعات قد غُفلت، فجمع بعض المهتمين في مجموعات توعوية ثم أطلق هذه المبادرة للتعريف بإنجازات هذه الحيوانات. ومنذ ذلك الحين تم تنظيم فعاليات توعوية واسعة في هذا اليوم للتعريف بتاريخ الحمير ودورها الإنساني.
أهداف اليوم وأهميته
يهدف يوم الحمار العالمي إلى تعزيز الوعي العام بإسهامات الحمير وإمكاناتها، بالإضافة إلى دعوة المجتمع الدولي للعمل على حماية رفاهيتها. فقد أشار موقع «The Donkey Sanctuary» الخيري إلى أن هذا اليوم يهدف إلى «رفع الوعي، وإطلاق المبادرات المستدامة لحماية رفاهية وكرامة الحمير». وفي هذا الإطار، تبرز عدة أهداف رئيسية لهذه المناسبة، منها تعريف الجمهور بأهمية الحمير كمخلوقات صبورة وقوية، وتحسين ظروف عملها المرهقة في المجتمعات الريفية. وتشير تقارير مختلفة إلى أن الأجسام العاملة مع الحمير تركز على مشاكل مثل الإرهاق المفرط والإهمال وقلة الرعاية الطبية التي تواجهها هذه الحيوانات، كما تدعو إلى تطوير برامج علاجية وتدريب المزارعين على كيفية العناية بصحة الحمير وتخفيف أعبائها.
وتُبرز التغطيات الصحفية أهمية هذا اليوم في التوعية بقيم الرحمة تجاه الحمير. فمثلاً يذكر تقرير علمي أن يوم الحمار العالمي يتيح «فرصة للاحتفاء بإسهاماتها وزيادة الوعي بمعاناتها»، وأن الاحتفال به يشجع على إظهار الاحترام واللطف لهذه المخلوقات «الهادئة والمسالمة». ومن المنظور العملي، يقام في هذا اليوم عدد من حملات التوعية والأنشطة التعليمية التي تنظمها جمعيات الرفق بالحيوان حول العالم، حيث تشارك مجتمعات محلية في ورش عمل ومسيرات توعوية وإطلاق مبادرات لحماية الحمير. ويؤكد الخبراء أن الاهتمام العالمي بهذه المناسبة يعكس توجهًا متناميًا نحو نشر ثقافة الرفق بالحيوان، إذ اعتُبرت الحمير عبر التاريخ أحد أوائل الحيوانات المستخدمة في الزراعة والنقل، وقد ساهمت جهودها الشاقة في دعم حياة الملايين من الناس منذ آلاف السنين. باختصار، يشكل يوم الحمار العالمي دعوة دورية لتقدير هذا الحيوان «الرمز للصبر والقوة» واستذكار أنه – برغم تحمّله أعباء ثقيلة – لا يزال عنصرًا أساسيًا في كسب العيش للناس خاصةً في الدول النامية. وترى المنظمات المهتمة أن الاحتفال به يوفر منصة لتحسين حياة الحمير من خلال دعم العناية بها وتعليم الأفراد كيفية التعامل معها، الأمر الذي يجعل من هذا اليوم مناسبة ذات أهمية على الصعيدين الاجتماعي والإنساني.
.