وثائق رسمية تكشف أذى شرب مياه “تنورين” وتثبت تلوثها ببكتيريا خطيرة

كشفت وثائق رسمية حصلنا عليها عن تلوث خطير في مياه “تنورين” المعدنية المعبأة، ما دفع وزارة الصحة العامة إلى إصدار قرار عاجل بسحب عدة دفعات من الأسواق، وإصدار تحذير صحي عام يوصي بعدم استهلاك هذا المنتج.

وبحسب التقارير المختبرية الصادرة عن مستشفى بيروت الجامعي ووزارة الصحة العامة، أظهرت تحاليل عينات مأخوذة من مياه “تنورين” بمختلف أحجامها (١٫٥ لتر و٢٫٢ لتر) وجود بكتيريا “الزائفة الزنجارية” (Pseudomonas aeruginosa) بمستويات تفوق الحدود المسموح بها وطنياً ودولياً، حيث سجلت بعض العينات وجود أكثر من ١٠٠ وحدة بكتيرية في ١٠٠ مليلتر، فيما المعدل المسموح به هو عدم وجود أي أثر لهذه البكتيريا.

كما أظهرت النتائج ارتفاعاً ملحوظاً في “عدد المستعمرات البكتيرية” عند درجة حرارة ٢٢°م، مما يشير إلى مشكلة في التعقيم أو تلوث في عملية التعبئة.

وجاء في التقرير الصادر عن وزارة الصحة والمؤرخ في ١١ تشرين الأوّل ٢٠٢٥، خلاصة واضحة: “EAU NON CONFORME” (مياه غير مطابقة للمواصفات). فيما خلصت تقارير مستشفى بيروت الجامعي إلى أن المياه “غير مطابقة للمعايير الوطنية والدولية للمياه المعدنية”.

ويأتي قرار السحب استباقاً لأي تداعيات صحية محتملة، حيث تشكل بكتيريا “الزائفة الزنجارية” خطراً على ذوي المناعة الضعيفة، ككبار السن والرضع والمرضى في المستشفيات والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة، حيث يمكن أن تسبب التهابات جلدية وعدوى في المسالك البولية والجهاز التنفسي.

وتُعرف بكتيريا “الزائفة الزنجارية” بأنها كائنات دقيقة متعددة المقاومة للمضادات الحيوية، تنتشر في البيئات الرطبة مثل التربة والمياه. ووجودها في المياه المعبأة يدل على خلل في نظام التعقيم أو تلوث مصدر المياه أو خط التعبئة. وكانت منظمة الصحة العالمية قد حذرت سابقاً من خطورة هذه البكتيريا في المنتجات الدوائية ومستحضرات التجميل والمياه، نظراً لقدرتها على التسبب في أمراض خطيرة يصعب علاجها.

في ظل هذه التطورات، يوصي الخبراء المستهلكين بما يلي:

  • التوقف فوراً عن استهلاك مياه “تنورين” المعدنية بالأحجام المذكورة.
  • مراقبة البيانات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة اللبنانية للاطلاع على أي تحديثات.

بالنسبة للأفراد من الفئات الأكثر عرضة للخطر، يفضل استخدام مياه من مصادر بديلة معروفة بجودتها.

من المتوقع أن تعمل شركة “تنورين” على تطبيق إجراءات تصحيحية عاجلة تحت إشراف وزارة الصحة اللبنانية، تشمل تعقيماً شاملاً لخطوط الإنتاج وفحص مصدر المياه، إلى حين التأكد من عودة المنتج إلى مستويات الجودة والسلامة المطلوبة.

تجدر الإشارة إلى أن هذا التقرير اعتمد على تحليل أربع وثائق رسمية: وثيقتان صادرتان عن مستشفى بيروت الجامعي بتاريخ ٦ تشرين الأوّل ٢٠٢٥، ووثيقة صادرة عن وزارة الصحة العامة اللبنانية بتاريخ ١١ تشرين الأوّل ٢٠٢٥. جميع هذه الوثائق تحمل نتائج تحاليل ميكروبيولوجية لعينات مياه “تنورين” المعدنية، وتشير جميعها إلى نفس الاستنتاج وهو عدم مطابقة المياه للمواصفات بسبب التلوث البكتيري.

زر الذهاب إلى الأعلى